لبؤات الأطلس يصنعن المجد: تأهل تاريخي إلى نهائي كأس إفريقيا ونهائيات كأس العالم للفوتسال بالفلبين!
في ليلة كروية ستظل محفورة بأحرف من ذهب في سجل الرياضة المغربية، استطاع المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم داخل القاعة، المشهور بلقب لبؤات الأطلس، أن يحقق إنجازا غير مسبوق يضاف إلى رصيد الكرة النسائية المغربية. فقد نجحت اللبؤات في انتزاع بطاقة التأهل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات، بالتوازي مع ضمان مقعد تاريخي في نهائيات كأس العالم للفوتسال 2025، المقرر تنظيمها في الفلبين.
أقيمت المباراة المصيرية مساء الإثنين على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، حيث استضاف المغرب فعاليات هذه النسخة من البطولة الإفريقية التي تمتد من 22 إلى 30 أبريل. وقد جمعت مواجهة نصف النهائي بين منتخب المغرب ونظيره الأنغولي، في لقاء لم يكن عاديا، بل حمل في طياته مفترق طرق بين الحلم والطموح.
وعلى وقع التشجيعات الحماسية، دخلت لبؤات الأطلس المواجهة بعزيمة لا تلين، وتمكن من بسط سيطرة كاملة على مجريات اللقاء، مقدمين أداءا راقيا ومتكاملا من الناحية البدنية والتكتيكية والفنية. وتمخض هذا الأداء البطولي عن فوز كاسح بنتيجة 5-1، في مباراة أظهرت حجم التطور الذي وصلت إليه كرة القدم النسائية داخل القاعة في المغرب، سواء من حيث التجهيز الذهني أو الجاهزية التقنية.
هذا الإنجاز المزدوج – التأهل إلى النهائي الإفريقي وضمان التواجد في المونديال العالمي – يعد شهادة حية على القفزة النوعية التي تعرفها كرة القدم النسائية بالمغرب، ويرسخ اسم لبؤات الأطلس كقوة صاعدة على الساحتين الإفريقية والعالمية.
ملحمة الشوطين: من التوازن إلى الهيمنة
في مواجهة عنوانها الحماس والإثارة، شهدت مباراة نصف نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات بين المنتخب المغربي ونظيره الأنغولي، تحولا دراماتيكيا بين شوطين، كأننا أمام ملحمتين مختلفتين داخل لقاء واحد. فقد بدأ اللقاء بتكافؤ واضح، لكنه انتهى بعرض كروي هجومي ساحق من لبؤات الأطلس، أكد أنهن في طريقهن إلى العالمية بثقة وثبات.
الشوط الأول: حذر تكتيكي وندية متبادلة
دخل المنتخبان أرضية الميدان برغبة واضحة في فرض السيطرة، لكن بحذر تكتيكي كبير، خاصة في الدقائق الأولى من اللقاء. وبالرغم من البداية المتوازنة، نجحت اللاعبة ضحى المدني في هز الشباك بهدف أنيق أشعل المدرجات وأعطى دفعة معنوية كبيرة للبؤات. إلا أن الرد الأنغولي لم يتأخر، حيث تمكنت اللاعبة دجاميلا من إدراك التعادل، مستغلة هفوة دفاعية نادرة.
ورغم أن المنتخب المغربي سيطر نسبيا على مجريات اللعب في هذا الشوط، إلا أن التسرع في إنهاء الهجمات وعدم استغلال الفرص السانحة حال دون تعزيز التقدم، لينتهي النصف الأول بنتيجة تعكس تكافؤ الأداء، ولكنها لم تكن كافية لعكس التفوق المغربي على مستوى الاستحواذ وصناعة اللعب.
الشوط الثاني: انفجار هجومي.. لبؤات الأطلس على الموعد!
مع انطلاقة الشوط الثاني، تغيرت ملامح المباراة تماما. لبؤات الأطلس خرجن من غرف الملابس بعزيمة جديدة وروح قتالية عالية، ترجمت إلى عرض هجومي ساحق كشف عن قوة المغرب التكتيكية والفنية. توالت الأهداف واحدا تلو الآخر، وسط انبهار الجماهير وتفكك دفاع الخصم، وسجلت كل من:
⚽ زينب الروداني
⚽ جاسمين ضمراوي
⚽ ضحى المدني (هدفها الثاني في المباراة)
⚽ مريم هاجري
أهدافا متتالية عكست الانسجام الرائع بين الخطوط الثلاثة، وجاهزية الفريق الكاملة على المستويين البدني والذهني. هذا التفوق الساحق لم يكن مجرد فوز بل كان بيانا كرويا صريحا يعلن أن لبؤات الأطلس جاهزات لرفع راية المغرب عاليا في مونديال الفلبين 2025.
التأهل إلى كأس العالم.. لحظة تاريخية للكرة النسوية المغربية
في لحظة ستظل محفورة في ذاكرة الرياضة المغربية، كتب المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم داخل القاعة صفحة جديدة من المجد، بعدما نجحت لبؤات الأطلس في حجز بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم للفوتسال للسيدات 2025، المقرر تنظيمها في الفلبين. وجاء هذا الإنجاز الكبير بعد الفوز المستحق في نصف نهائي كأس إفريقيا، ليتوج مسارا حافلا بالعمل الجاد والتطور المتسارع الذي شهدته الكرة النسوية داخل القاعة في المملكة.
هذه المشاركة المرتقبة ستكون الأولى من نوعها في تاريخ المغرب على مستوى كرة القدم النسائية داخل القاعة، ما يجعل من هذا التأهل إنجازا وطنيا بكل المقاييس، وحدثا تاريخيا يسلط الضوء على حجم القفزة النوعية التي تحققت في السنوات الأخيرة بفضل التخطيط الاستراتيجي، والدعم المؤسساتي، وتفاني اللاعبات والجهاز الفني.
إن هذا التأهل لا يمثل فقط فوزا رياضيا، بل هو رسالة أمل وإلهام للأجيال الصاعدة من اللاعبات المغربيات، بأن الحلم ممكن، والطريق إلى العالمية مفتوح أمام من يملك العزيمة والطموح. ومع اقتراب موعد كأس العالم، يترقب الشارع الرياضي المغربي الظهور الأول للبؤات الأطلس في هذا المحفل الدولي، وسط تطلعات لتشريف القميص الوطني ورفع راية المغرب بين كبار العالم.
الموعد القادم.. نهائي ناري ضد تنزانيا
بعد التأهل التاريخي إلى نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات، تترقب الجماهير المغربية بشغف كبير المباراة النهائية المرتقبة بين لبؤات الأطلس ومنتخب تنزانيا، في لقاء يعد الأهم في مسيرة الجيل الذهبي للكرة النسوية المغربية. مباراة تضاف إلى سجل التحديات الكبيرة التي خاضتها البؤات، لكن هذه المرة سيكون التحدي مصيريا؛ فالفوز في هذه المباراة يعني التتويج الإفريقي والظفر باللقب، وهو ما سيرسخ مكانة المغرب على عرش الكرة النسائية الإفريقية.
نهائي ناري ينتظره الجميع، والآمال معلقة على اللاعبات اللواتي أثبتن أنهن قادرات على مواجهة أعتى الفرق، وأنهن لن يرضين إلا برفع الكأس الإفريقية في سماء الرباط. كما أن المباراة ستشكل فرصة أخرى للبؤات لإثبات قدرتهن على منافسة الفرق العالمية، قبل التوجه إلى الفلبين 2025 للمشاركة في أول كأس عالم لكرة القدم داخل القاعة للسيدات.
تتجه الأنظار الآن نحو هذا النهائي الحاسم، والذي يعد بمثابة اختبار حقيقي لقوة عزيمة اللبؤات، ومدى قدرتهن على الصمود تحت الضغط وتحقيق النصر في اللحظات الحاسمة. فهل سيواصل الفريق مشوار الانتصارات؟ أم ستتوقف رحلة الحلم في هذه المباراة؟
إنجازات تاريخية تفتح آفاقا واعدة للكرة النسوية المغربية
إن تأهل لبؤات الأطلس إلى نهائي كأس إفريقيا وضمان مقعدهن في كأس العالم للفوتسال 2025 لا يعد مجرد إنجاز رياضي، بل هو علامة فارقة في مسار تطور الرياضة النسوية في المغرب. فهذا الإنجاز يمثل نتيجة حتمية للجهود المستمرة والتطور الكبير الذي شهدته الكرة النسائية في المملكة، ويعد شهادة حية على ثمار الاستراتيجية الطموحة التي أطلقتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في السنوات الأخيرة.
من خلال هذه الإنجازات التاريخية، يبرز التزام المغرب بتطوير الرياضة النسوية على جميع الأصعدة، ليس فقط على مستوى الأندية والمنتخبات، بل أيضا عبر توفير البنية التحتية المناسبة، والدعم المستمر للموارد البشرية، سواء من لاعبات أو مدربين. هذا التحول الجذري في المشهد الرياضي يفتح آفاقا واعدة لمستقبل الكرة النسائية المغربية، ويؤكد أن المغرب أصبح في طريقه ليكون قوة رياضية مؤثرة في الساحة الإفريقية والعالمية.
إن النجاحات المتتالية لمنتخب لبؤات الأطلس تؤكد أن الاستثمار في كرة القدم النسائية لا يقتصر فقط على النواحي الرياضية، بل يمتد ليشمل الجانب الثقافي والاجتماعي، من خلال إلهام الأجيال القادمة من الفتيات المغربيات لتحقيق أحلامهن والتفوق في مجالات الرياضة.