الركراكي يكشف ملامح مستقبله مع منتخب المغرب ويعلق على ملف لامين يامال
في تصريحات أثارت الكثير من الجدل وأعادت فتح النقاش حول مستقبل الجهاز الفني للمنتخب الوطني المغربي، خرج الناخب الوطني وليد الركراكي بتصريح صريح وحاسم، كشف فيه عن موقفه من الاستمرار في تدريب "أسود الأطلس". حيث أوضح الركراكي أن مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب المغربي لا يتوقف فقط على بنود العقد المبرم، بل هو مرتبط بشكل مباشر بنتائج المنتخب في بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة إقامتها على الأراضي المغربية. ورغم أن عقده مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يمتد رسميا حتى نهائيات كأس العالم 2026، إلا أن الركراكي أكد أن النجاح في البطولة القارية المقبلة سيكون بمثابة الفيصل في استمراريته من عدمها، ما يعكس حجم التحديات والطموحات الملقاة على عاتقه، ويجعل من "كان 2025" محطة حاسمة في مسيرته مع المنتخب.
كأس أمم إفريقيا 2025.. محطة حاسمة في مشوار وليد الركراكي مع المنتخب المغربي
في تصريح صريح يعكس حجم التحدي المنتظر، أكد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، أن بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 تمثل نقطة تحول مفصلية في مسيرته مع "أسود الأطلس"، رغم أن عقده مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يمتد رسميا حتى نهائيات كأس العالم 2026. جاء ذلك خلال استضافته في البرنامج الإسباني الشهير "إلشيرينغيتو"، حيث لم يتردد الركراكي في التعبير عن قناعته بأن النجاح في البطولة القارية المقبلة سيكون هو المعيار الحقيقي لتحديد مستقبله كمدير فني للمنتخب.
وأوضح الركراكي، بنبرة يملؤها الإصرار والواقعية، أن الضغوط الجماهيرية المرتفعة والطموحات الوطنية المتزايدة تجعله يعتبر كأس إفريقيا المقبلة بمثابة "نقطة الحسم"، مشددا بقوله: "إذا لم أفز بكأس إفريقيا، فأعتقد أن الأمر سيتوقف عندها. لذلك علي أن أفوز.".
وفي حديثه الذي اتسم بالشفافية والمصارحة، أظهر الركراكي وعيا كبيرا بطبيعة مهنة التدريب، معتبرا أن الاستمرارية في هذا المنصب لا ترتبط فقط بالعقود الرسمية، بل بنتائج حاسمة ترضي تطلعات الجماهير، حيث قال: "لن أخدع الناس، أعرف هذا المجال جيدا. إذا لم تفز، يتم اتخاذ قرارات. هذا أمر طبيعي."
وأشار المدرب المغربي إلى أن تركيزه الحالي منصب على اختيار التشكيلة المثالية خلال المباريات الست أو السبع المقبلة، والتي ستكون بمثابة بروفة جادة قبل خوض غمار البطولة القارية المنتظرة. وأكد أن حلم التتويج القاري لطالما راود الجماهير المغربية، وهو ما يجعله يبذل قصارى جهده من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني الغالي، الذي طال انتظاره.
الركراكي بين شغف المنتخبات وحنين الأندية: بين الالتزام والتجربة المستمرة
رغم التزامه الكامل بمشروع المنتخب المغربي وتفانيه في قيادته نحو تحقيق النجاحات، أبدى وليد الركراكي شغفا خاصا بتجربة التدريب في الأندية، مشيرا إلى أن العمل اليومي المستمر مع لاعبي الأندية يمنحه حماسة ودافعا أكبر من تلك الفترات المتقطعة التي تميز العمل مع المنتخبات. في تصريحات له حول هذه المسألة، أوضح الركراكي أنه على الرغم من مسؤولياته الحالية مع أسود الأطلس، إلا أنه يشعر بالحنين لتلك الأجواء التي تتيح له فرصة التدريب المستمر والمباشر.
وقال الركراكي: "اللاعبون في المنتخبات يأتون إليك مرة في الأسبوع، ولدينا فقط حصتان لتنفيذ الأفكار، على عكس الأندية حيث يمكنك العمل بشكل متواصل." وهذا يعكس مدى التحدي الذي يواجهه كمدرب للمنتخب، حيث أن قلة فترات التدريب المستمرة قد تؤثر على القدرة على تنفيذ استراتيجيات طويلة المدى. فالتدريب اليومي في الأندية يتيح للمدرب فرصا أكبر للعمل مع اللاعبين على جوانب فنية وتكتيكية تفصيلية، بينما يفرض العمل مع المنتخبات تحديات أخرى تتعلق بقصر فترات التجمعات.
ملف لامين يامال: بين الحلم المغربي والقرار الإسباني
أحد أكثر الملفات إثارة للجدل والتي شغلت الرأي العام الرياضي المغربي، كان ملف اللاعب الشاب لامين يامال، نجم برشلونة، الذي أثار تساؤلات كثيرة حول اختياره لتمثيل منتخب إسبانيا على حساب المنتخب المغربي. في تصريحاته الأخيرة، عاد وليد الركراكي للحديث عن هذا الموضوع، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفريقه لإقناع يامال بتمثيل المغرب دوليا. لكن بالرغم من هذه المحاولات، اختار اللاعب الشاب في نهاية المطاف حمل قميص منتخب إسبانيا.
وأكد الركراكي أن يامال كان صريحا وصادقا في قراره، مشيرا إلى أنه لم يحاول استغلال جنسيته المزدوجة بين البلدين. وقال الركراكي: "لامين لم يناور ولم يستغل جنسيته المزدوجة. أخبرني منذ البداية أنه يشعر بأنه إسباني، ثم عاد وأكد قراره باحترام تام، وقال لي: شكرا على الحب، لكنني اخترت إسبانيا." هذا التصريح يعكس الاحترام المتبادل بين الطرفين، ويظهر أن القرار كان ناتجا عن قناعة شخصية عميقة من اللاعب الشاب.
كما أشار الركراكي إلى أن هذا الملف كان من أول التحديات الكبيرة التي واجهها بعد توليه مهمة تدريب المنتخب المغربي، خاصة في ظل المطالبات الشعبية الواسعة بضم يامال إلى كتيبة "الأسود". وقد تضمن التواصل بين الركراكي وعائلة اللاعب ومحاميه، حيث كانت هذه القضية محط اهتمام واسع على المستوى المحلي والدولي، لتشمل تساؤلات حول مستقبل اللاعب الواعد مع المنتخب المغربي في ظل تصاعد النجومية له على الساحة العالمية.
جولة أوروبية تحضيرية: تقييم الجاهزية قبل إعلان قائمة يونيو
في إطار تحضيراته الجادة للمنتخب المغربي استعدادا للاستحقاقات المقبلة، يتواجد وليد الركراكي حاليا في إسبانيا ضمن جولة أوروبية تهدف إلى متابعة أداء المحترفين المغاربة عن كثب، وتقييم مستوياتهم قبل الإعلان عن قائمة يونيو التي ستشارك في المنافسات القادمة. ومن بين الأنشطة التي قام بها الركراكي في هذه الجولة، تم رصده وهو يحضر مباراة ريال مدريد ضد أرسنال لمتابعة مستويات بعض اللاعبين الأساسيين، وذلك في خطوة هامة لضمان أعلى مستوى من الجاهزية الفنية والبدنية للمنتخب.
وتشمل الزيارة أيضا لقاءات مباشرة مع بعض اللاعبين المغاربة البارزين، مثل نايف أكرد، الذي تم تقييم جاهزيته البدنية بشكل دقيق بعد فترة من التأهيل، بهدف تحديد مدى قدرته على المشاركة في المباريات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، عقد الركراكي جلسة خاصة مع جوناس عبد اللاوي، نجم سيلتا فيغو فورتونا، الذي يبلغ من العمر 19 عاما، وكان قد حصل مؤخرا على جوازه الرياضي المغربي تمهيدا للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني، بعد أن مثل سابقا منتخبات النرويج الصغرى. هذه الجلسة كانت جزءا من جهود الركراكي لتقييم استعداد اللاعب الشاب، والتأكد من جاهزيته للدفاع عن ألوان الأسود في المستقبل القريب.
تصريحات وليد الركراكي: بين الواقعية الاحترافية والتحضير الجاد للمستقبل
تظهر تصريحات وليد الركراكي الأخيرة مستوى عال من الواقعية والاحترافية في تعاطيه مع التحديات التي تواجهه، سواء على صعيد التحضير لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025 أو في القضايا المعقدة المتعلقة بالهوية والانتماء، مثل ملف لامين يامال. فقد أكد الركراكي بوضوح أن نتائج كأس أمم إفريقيا ستكون حاسمة في تحديد مستقبله مع المنتخب الوطني، ما يعكس فهما عميقا للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في قيادة أسود الأطلس نحو النجاحات. هذه التصريحات تبرز طموحه الكبير وواقعيته في التعاطي مع الضغوط الجماهيرية والطموحات الوطنية التي تزداد مع كل استحقاق قادم.
من ناحية أخرى، تكشف تحركات الركراكي في أوروبا حجم الجدية في تحضيراته للمرحلة المقبلة، حيث يسعى لمتابعة أداء المحترفين المغاربة عن كثب، ويعمل على تقييم الجاهزية البدنية والتكتيكية للعديد من اللاعبين استعدادا لإعلان قائمة يونيو. هذه الجهود تأتي في وقت مفصلي بالنسبة للمنتخب، خاصة مع اهتمامه البالغ بتدعيم صفوف الفريق بأفضل العناصر، مثل اللاعب الشاب جوناس عبد اللاوي، الذي أصبح في صدارة اهتمامه.
إن هذه التحركات والقرارات لا تقتصر على تحضير تكتيكي فقط، بل تشمل أيضا تسوية قضايا الهوية والانتماء، كما يظهر في موقفه من لامين يامال، حيث أكد الركراكي احترامه لقرار اللاعب واختياره تمثيل منتخب إسبانيا، مما يعكس مهنية عالية واحترافية في التعامل مع مثل هذه القضايا الشائكة.
في المجمل، تتضح صورة المرحلة المفصلية القادمة في مسيرة أسود الأطلس تحت قيادة وليد الركراكي، حيث ستكون التحضيرات الدقيقة والتحلي بالواقعية والاحترافية هي الأساس في رسم معالم نجاح الفريق في البطولات المقبلة.





