في لحظة تعد مفصلية في مسار تطور الرياضة النسوية بالقارة السمراء، تشهد العاصمة المغربية الرباط انطلاقة تاريخية لحدث رياضي غير مسبوق، يتمثل في تنظيم النسخة الأولى من بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات، وذلك خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 30 أبريل الجاري. وستجرى منافسات هذه البطولة القارية في قاعة قصر الرياضات بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، أحد أبرز الصروح الرياضية بالمغرب.
وتكتسي هذه البطولة طابعا تاريخيا بامتياز، حيث تعد أول تظاهرة رسمية من نوعها على مستوى إفريقيا تخصص بالكامل للسيدات في رياضة كرة القدم داخل الصالات، ما يجعل من هذا الحدث محطة محورية في مسار تعزيز حضور المرأة الإفريقية على الساحة الرياضية، خاصة في المجالات التي ظلت لسنوات طويلة حكرا على الذكور.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الرؤية الطموحة للمملكة المغربية الرامية إلى تطوير البنية التحتية الرياضية، ودعم الرياضات النسوية، وفتح المجال أمام النساء لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية في إطار احترافي ومؤسسي. كما تعكس هذه الخطوة التزام المغرب الراسخ بدعم قضايا تمكين المرأة في الرياضة، وتعزيز مشاركتها الفاعلة في المحافل القارية والدولية.
ومن المنتظر أن تسهم هذه البطولة في تسليط الضوء على مواهب نسائية واعدة في مجال كرة القدم داخل القاعة، كما ستفتح آفاقا جديدة أمام اللاعبات الإفريقيات للمنافسة على أعلى المستويات، في جو تنظيمي احترافي يعكس الصورة الحضارية التي باتت المملكة المغربية تحرص على ترسيخها في كل التظاهرات الرياضية الكبرى.
بطولة تاريخية تنطلق من قلب المغرب: تسعة منتخبات إفريقية تتنافس على أول لقب قاري في كرة القدم داخل القاعة للسيدات
في حدث غير مسبوق على مستوى الرياضة النسوية بالقارة الإفريقية، تشهد العاصمة المغربية الرباط انطلاق النسخة الافتتاحية من بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات، بمشاركة تسعة منتخبات إفريقية تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، في نظام يضمن تنافسية عالية ويعكس مدى الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة في صفوف السيدات.
وتعتبر هذه النسخة الأولى من نوعها تجسيدا عمليا للتحول الذي تشهده كرة القدم النسوية داخل القاعة في إفريقيا، حيث تنتقل من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التنظيم والمنافسة القارية، بعد أن ظلت لسنوات طويلة مقتصرة على الرجال. ويعد هذا الإقبال الكبير على المشاركة، من حيث عدد المنتخبات، دليلا قويا على النمو السريع للعبة والرغبة الجماعية في تمكين المرأة الرياضية ومنحها فضاءا للتألق والمنافسة.
توزيع المجموعات في البطولة الإفريقية لكرة القدم داخل القاعة للسيدات:
المجموعة الأولى: المغرب – الكاميرون – ناميبيا
المجموعة الثانية: أنغولا – مصر – غينيا
المجموعة الثالثة: السنغال – تنزانيا – مدغشقر
ويعتمد نظام البطولة على تأهل المنتخبات التي تحتل صدارة كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، بالإضافة إلى أفضل فريق يحتل المركز الثاني بين المجموعات الثلاث، مما يضفي على المباريات طابعا حماسيا ويزيد من حدة التنافس منذ الجولة الأولى، حيث تسعى كل المنتخبات لتحقيق بداية قوية لضمان التأهل.
وتحظى هذه البطولة بمتابعة إعلامية كبيرة، سواء من وسائل الإعلام المحلية أو القارية، كما يتفاعل معها الجمهور المغربي والإفريقي بشكل لافت، نظرا لما تحمله من أبعاد تنافسية ورياضية ورمزية، تجعلها أكثر من مجرد بطولة؛ فهي بمثابة إعلان عن ميلاد عهد جديد في الرياضات النسوية الإفريقية، ورسالة قوية بأن المرأة الإفريقية قادرة على التألق في جميع المجالات، بما فيها الرياضات الجماعية التي لطالما ارتبطت بالصورة الذكورية.
لبؤات الأطلس في قلب الحدث: الطموح عنوان المرحلة في كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات
يستهل المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة للسيدات مشواره في بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات لعام 2025، بطموحٍ كبير وتحد استثنائي، تحت قيادة المدرب الوطني عادل السايح، الذي أظهر خلال الندوة الصحفية التي عقدت قبل انطلاق البطولة، حماسا لا محدودا في استعدادات الفريق لهذه التظاهرة الرياضية. وكان إلى جانبه كوثر بنطالب، قائدة المنتخب الوطني، التي أكدت بدورها على جاهزية الفريق وحماسته العالية للمشاركة في هذه البطولة التاريخية.
وفي تصريح له، أكد السايح أن الهدف من هذه البطولة يتجاوز مجرد المشاركة، بل يتطلع المنتخب المغربي إلى المنافسة القوية على اللقب القاري، حيث قال:
"نحن عازمون على الذهاب بعيدا، التحدي كبير، لكننا مستعدون بدنيا وذهنيا لتحقيق نتائج مشرفة ورفع راية المغرب في هذا الحدث الرياضي الهام."
وتعكس كلمات السايح رؤية فريق "لبؤات الأطلس" التي تقوم على الطموح والتفاني، وهو ما يترجم إلى تصميم قوي على تقديم أداء متميز وإثبات جدارة المغرب في استضافة هذه البطولة.
جدول مباريات المغرب في البطولة:
المباراة الأولى: المغرب ضد ناميبيا – مساء الثلاثاء
المباراة الثانية: المغرب ضد الكاميرون – مساء الخميس
تجرى جميع المباريات في الساعة الثامنة مساءا، وسط حضور جماهيري مرتقب لدعم اللبؤات في مسيرتهن نحو القمة. وينتظر أن تساهم هذه البطولة في تعزيز علاقة المنتخب بالجمهور المغربي والعربي، خاصة في ظل هذا الحدث الكبير الذي يعكس التقدم المتسارع للرياضة النسوية في المغرب وفي القارة الإفريقية.
أبعاد رياضية وقارية تتجاوز مجرد التتويج: الطريق إلى كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة للسيدات
تتعدى أهمية بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات الهدف التقليدي المتمثل في التتويج القاري، حيث تمثل هذه البطولة بوابة استراتيجية نحو تحقيق التأهل إلى أول نسخة من كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة للسيدات، والتي ستقام في الفلبين بين 21 نونبر و7 دجنبر 2025. هذه البطولة تتيح للمنتخبات التي ستتأهل إلى نصف النهائي فرصة ذهبية للحصول على بطاقتين مباشرتين للتنافس في الحدث العالمي المنتظر، مما يضاعف من أهمية البطولة بالنسبة لجميع المنتخبات المشاركة.
وإضافة إلى التنافس على اللقب القاري، يعد التأهل إلى كأس العالم للسيدات الهدف الأكبر الذي يطمح إليه كل منتخب إفريقي، باعتباره فرصة تاريخية لتمثيل القارة السمراء على أعلى مستوى عالمي. هذا يجعل من المنافسات القارية فرصة مزدوجة: السعي وراء التتويج القاري وكذلك التأهل المونديالي، مما يعكس عمق الرهانات الرياضية التي تصاحب هذه البطولة القارية.
ومع هذا التحدي الكبير، تزداد قيمة البطولة الإفريقية، ليس فقط كحدث رياضي بارز، ولكن أيضا كمنصة انطلاق نحو الظهور على الساحة الدولية، مما يعزز من السمعة الرياضية للقارة الإفريقية ويسهم في تعزيز مكانة كرة القدم النسوية على مستوى العالم.
المغرب في صدارة المشهد الرياضي الإفريقي: ريادة في تنظيم البطولات ودعم متواصل لكرة القدم النسوية
يأتي تنظيم بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات في المملكة المغربية ليؤكد من جديد المكانة الريادية التي بات يحتلها المغرب على الساحة الرياضية الإفريقية، وخاصة في مجال دعم الرياضة النسوية وتمكين المرأة من ولوج مختلف التخصصات الرياضية، وفي مقدمتها كرة القدم داخل القاعة. هذه الخطوة لم تأت من فراغ، بل تعكس رؤية استراتيجية واضحة تتبناها المملكة، قوامها النهوض بالرياضة النسائية وتوفير البنية التحتية الملائمة لها، إلى جانب توفير الدعم التقني والمؤسساتي لضمان نجاح كل المبادرات الرياضية النسوية.
ويجسد هذا الحدث القاري التزام المغرب الراسخ بتعزيز الحضور النسائي في المجال الرياضي، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضا في الإطار القاري والدولي، حيث أصبحت المملكة نموذجا يحتذى به في تنظيم البطولات الكبرى واحتضان التظاهرات التي تكرس مبدأ المساواة في الفرص الرياضية بين الجنسين.
من جهة أخرى، يعكس هذا التنظيم الناجح حجم التعاون الوثيق بين المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، الذي يواصل هو الآخر دعم مسار تطوير كرة القدم النسوية الإفريقية، إدراكا منه لأهمية دمج النساء بشكل فاعل في الخارطة الرياضية للقارة، وتحقيق توازن رياضي شامل ومستدام. ويعد هذا الدعم امتدادا لرؤية الكاف في تطوير الكرة الإفريقية بكل مكوناتها، ومنح المرأة المكانة التي تستحقها في مختلف ميادين الرياضة التنافسية.
خطوة أولى نحو مستقبل مشرق لكرة القدم النسوية الإفريقية
لا يمكن النظر إلى انطلاق النسخة الأولى من بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات من العاصمة المغربية الرباط على أنه مجرد حدث رياضي عابر أو مناسبة رياضية عادية، بل هو في حقيقته منعطف تاريخي وتحول نوعي في مسار تطور كرة القدم النسوية داخل القارة الإفريقية. فهذه البطولة تمثل أكثر من منافسة على لقب قاري؛ إنها إعلان صريح عن دخول المرأة الإفريقية مرحلة جديدة من الحضور الرياضي الفاعل، والاعتراف العملي بقدرتها على التألق والإبداع في ميادين كانت حتى وقت قريب حكرا على الرجال.
إن هذه الخطوة الرائدة، التي انطلقت من أرض المغرب، تعد بمثابة بوابة نحو مستقبل مشرق لكرة القدم النسوية في إفريقيا، حيث من المنتظر أن تسهم في فتح آفاق جديدة للتطوير الرياضي، سواء من حيث البنية التحتية، أو التكوين، أو الدعم الإعلامي والمؤسساتي. كما تعزز هذه المبادرة من حضور المرأة في ملاعب الكرة وتدفع نحو تحقيق إنجازات رياضية حقيقية تليق بطموحات القارة الإفريقية وإمكاناتها البشرية الواعدة.
وإذا كانت هذه النسخة الافتتاحية قد حملت الطابع الرمزي والتأسيسي، فإن القادم سيكون لا شك أكثر إشراقا، خاصة مع ارتفاع الوعي بأهمية الاستثمار في الرياضة النسائية، والإيمان العميق بأن تمكين المرأة رياضيا هو جزء لا يتجزأ من تحقيق العدالة والتنمية المستدامة في المجتمعات الإفريقية..