في خطوة دراماتيكية قلبت الموازين وأعادت الحماس إلى تصفيات كأس العالم 2026، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بشكل رسمي عن رفع التوقيف الذي كان مفروضا على الجامعة الكونغولية لكرة القدم. هذا القرار المفاجئ سمح للجنة التنفيذية، برئاسة "جون غي بليز مايولاس"، باستعادة صلاحياتها الإدارية والفنية، مما مهد الطريق لعودة منتخب الكونغو برازافيل إلى ساحة المنافسة القارية، بعد غياب أثار الكثير من الجدل والتكهنات.
ورغم أن التوقيت يعتبر متأخرا نسبيا في مجريات التصفيات، إلا أن القرار أضفى ديناميكية جديدة على المجموعة الخامسة، التي يتزعمها المنتخب المغربي بثبات. عودة الكونغو تعني إعادة توزيع أوراق المنافسة في هذه المجموعة التي أصبحت الآن أكثر سخونة وتشويقا، في ظل سعي جميع الفرق إلى انتزاع بطاقة العبور نحو الحدث العالمي الأكبر.
وتزداد أهمية هذه التصفيات مع اقتراب النسخة القادمة من كأس العالم، التي تعد استثنائية بكل المقاييس، إذ تنظم لأول مرة في التاريخ على أراض ممتدة عبر ثلاث قارات: أمريكا الشمالية، وتحديدا في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك. هذا الامتداد الجغرافي يعكس الطابع العالمي للبطولة، ويجعل من التأهل إليها هدفا إستراتيجيا لكل منتخب طامح في كتابة اسمه بأحرف من ذهب في صفحات المجد الكروي.
منتخب المغرب... على بعد خطوة من المجد
وسط مشهد تنافسي محتدم في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، يبرز المنتخب المغربي، المعروف بلقب "أسود الأطلس"، كأكثر المنتخبات استقرارا وتفوقا ضمن مجموعته. إذ يواصل أبناء المدرب الوطني تقديم مستويات مبهرة، تترجمها لغة الأرقام، حيث يتصدرون جدول ترتيب المجموعة الخامسة برصيد قوي يبلغ 15 نقطة كاملة.
ومع تبقي جولات قليلة فقط على نهاية التصفيات، تكفي أسود الأطلس انتصارا وحيدا في مباراتهم المرتقبة أمام منتخب النيجر، المقررة خلال شهر شتنبر المقبل، من أجل ضمان التأهل الرسمي والمباشر إلى مونديال 2026، الذي سيقام لأول مرة في تاريخ البطولة على ثلاث أراضٍ شاسعة: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك.
وتحمل هذه المواجهة طابعا خاصا، حيث تمثل محطة حاسمة قد تحدد ملامح الحلم العالمي المنتظر، وتفتح أمام الجماهير المغربية آفاقا جديدة لمغامرة كروية عالمية، قد تكرس الحضور القوي للمغرب في المحافل الكبرى بعد الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022. إنها ليست مجرد مباراة، بل موعد مع التاريخ وفرصة لتجديد الأمل وتحفيز الجيل الجديد على كتابة فصل جديد في ملحمة كرة القدم المغربية.
الترتيب الحالي لمجموعة المغرب في تصفيات إفريقيا (المجموعة الخامسة)
الترتيب | المنتخب | النقاط |
---|---|---|
1 | 🇲🇦 المغرب | 15 |
2 | 🇹🇿 تنزانيا | 9 |
3 | 🇿🇲 زامبيا | 6 |
4 | 🇳🇪 النيجر | 6 |
5 | 🇨🇬 الكونغو برازافيل | 0 |
رغم أن منتخب الكونغو برازافيل يحتل حاليا المركز الأخير في ترتيب المجموعة الخامسة، إلا أن عودته المفاجئة إلى الساحة الكروية، على المستويين التنظيمي والفني، تنبئ بتغيرات محتملة في موازين القوى داخل التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. فالفريق الذي كان خارج الحسابات، يعود اليوم بروح جديدة وطموح متجدد، تحت قيادة إدارية مستقرة بقيادة "جون غي بليز مايولاس"، ما يجعله خصما لا يمكن الاستهانة به في قادم الجولات.
ورغم أن حظوظه في التأهل المباشر تبدو شبه منعدمة، إلا أن وجوده في المنافسة قد يتحول إلى عامل إرباك حقيقي لباقي المنتخبات المتصارعة على الصدارة، حيث قد يلعب دور "القناص المفاجئ" الذي يخلط أوراق الترتيب ويؤثر على مصير الفرق الطامحة للتأهل، سواء عبر إيقاف سلسلة انتصاراتها أو انتزاع نقاط ثمينة في مواجهات غير محسوبة.
إنها عودة لا يمكن تجاهلها، وقد تكون بمثابة الورقة المجهولة في معادلة التأهل، خاصة مع احتدام الصراع في مجموعة تضم أسماء قوية مثل المغرب، تنزانيا، زامبيا، النيجر، وتنزانيا. فهل يكون منتخب الكونغو برازافيل الحصان الأسود الذي يعيد رسم سيناريو التصفيات في مراحلها الحاسمة؟
النيجر... العقبة الأخيرة في طريق "الأسود"
تتجه أنظار عشاق الكرة المغربية نحو المواجهة المرتقبة التي ستجمع منتخب المغرب بنظيره منتخب النيجر، ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026. هذه المباراة، المنتظرة خلال شهر شتنبر المقبل، ليست مجرد محطة عابرة، بل تعد بكل المقاييس مباراة مفصلية قد تنهي السباق مبكرا وتمنح "أسود الأطلس" بطاقة التأهل الرسمية إلى المونديال المنتظر في أمريكا وكندا والمكسيك.
فوز المغرب في هذه المواجهة يعني رفع رصيده إلى 18 نقطة كاملة، وهو الرصيد الذي سيضمن له التأهل المباشر، بغض النظر عن نتائج باقي المنتخبات في المجموعة الخامسة. لكن، ورغم الحسابات الرقمية الواضحة، فإن لغة كرة القدم لا تحسم على الورق، بل تكتب فصولها على أرضية الميدان، حيث لا يعترف إلا بالعطاء والانضباط والتفوق الذهني والتكتيكي.
ولذلك، فإن هذه المباراة تمثل الفرصة الذهبية لأسود الأطلس من أجل إنهاء المهمة بنجاح وبدون تعقيدات، لكنها في الوقت ذاته تتطلب أقصى درجات التركيز والاستعداد، سواء على المستوى البدني أو الذهني، من أجل تفادي المفاجآت التي كثيرا ما تحملها مثل هذه اللقاءات الحاسمة.
ومع دعم جماهيري متزايد وحلم التأهل إلى نسخة تاريخية من كأس العالم، فإن المغرب يقف اليوم على أعتاب كتابة فصل جديد في تاريخه الكروي، فصل عنوانه: الحسم من بوابة النيجر.