بعد غياب طويل استمر لتسعة أشهر كاملة بسبب إصابة معقدة حرمت جماهير الكرة من متعة متابعة موهبته، عاد النجم المغربي الواعد إلياس أخوماش ليصنع الحدث في الملاعب الإسبانية بقميص فياريال. عودة لم تكن عادية، بل جاءت محملة بجرعة من الحماس والإصرار، حيث خطف اللاعب الأضواء بأدائه المميز وإصراره على استعادة مكانته بين الكبار. لقد أثبت أخوماش أن قوة الإرادة وروح التحدي قادرتان على تحويل المحن إلى فرص، ليكتب صفحة جديدة في مسيرته الكروية عنوانها الثبات والصبر. هذه العودة ليست مجرد حدث رياضي عابر، بل رسالة لكل عاشق لكرة القدم بأن الطموح لا يعرف المستحيل، وأن اللاعب المغربي الشاب يمتلك كل المقومات ليكون أحد الأسماء اللامعة في سماء الليغا الإسبانية.
إصابة صعبة ورحلة مؤلمة نحو الشفاء
في العاشر من نونبر 2024، تلقى الدولي المغربي إلياس أخوماش ضربة قاسية في مسيرته الكروية بعدما تعرض لإصابة خطيرة تمثلت في تمزق كامل بالرباط الصليبي الأمامي إلى جانب التواء في الرباط الجانبي الداخلي للركبة اليمنى. لم تكن هذه الإصابة مجرد عارض بدني عابر، بل شكلت منعطفا حاسما في مسيرة لاعب شاب يخطو خطواته بثبات في عالم كرة القدم الاحترافية.
سنوات من العمل الجاد والطموح توقفت فجأة عند لحظة ألم حاد فوق أرضية الملعب، لحظة جعلت جماهيره، وإدارة نادي فياريال، وحتى الشارع الرياضي المغربي، يعيشون قلقا عميقا حول مستقبل اللاعب.
لكن التحدي لم يتوقف هنا، إذ دخل أخوماش في رحلة علاج وتأهيل طويلة ومضنية، امتدت لأشهر قاسية كان عنوانها الألم، الصبر، والانضباط الصارم. وبرغم العزلة والصمت الذي اختاره خلال فترة غيابه، ظل إيمانه راسخا بأن العودة إلى المستطيل الأخضر ليست سوى مسألة وقت. لقد أثبت أن الإصابات ليست نهاية، بل اختبار لإرادة اللاعب، واختبار للروح القتالية التي تميز الكبار.
عودة إلى الملاعب برائحة الانتصار
بعد شهور طويلة من الغياب والانتظار، جاء الموعد الذي حلم به النجم المغربي إلياس أخوماش وعشاقه في الرابع والعشرين من غشت 2025، ضمن منافسات الجولة الثانية من الدوري الإسباني – الليغا. في تلك اللحظة المميزة، قرر المدرب المخضرم مارسيلينو غارسيا منحه فرصة استثنائية للعودة، حيث دفع به في الدقيقة 62 من مواجهة قوية أمام فريق جيرونا.
كانت لحظة دخوله أرضية الملعب أكثر من مجرد تبديل عادي، بل حملت معها شحنة عاطفية كبيرة، جسدت صبره الطويل وتحديه للظروف الصعبة. وما زاد من قيمة الحدث أن اللقاء انتهى بفوز ساحق لنادي فياريال بخماسية نظيفة، في ليلة كروية تألق فيها زميله بوشمان بتسجيل هاتريك تاريخي خطف أنظار الجماهير والإعلام.
وبالرغم من أن عودة أخوماش لم تقترن بهدف أو تمريرة حاسمة، إلا أن مجرد تواجده داخل المستطيل الأخضر كان أشبه بـ انتصار شخصي كبير ورسالة واضحة بأن نجما مغربيا شابا يستعيد بريقه، ليواصل مسيرته بطموح أكبر ورغبة متجددة في التألق ضمن أجواء الليغا.
أداء مبشر ورسالة للمنتخب المغربي
لم تكن عودة إلياس أخوماش مجرد مشاركة شكلية في مباراة الليغا، بل كانت إشارة واضحة إلى بداية جديدة. فخلال 28 دقيقة فقط قضاها على أرضية الملعب، أظهر اللاعب المغربي لمحات فنية راقية من خلال تحركاته الذكية، تمريراته الدقيقة، وقدرته على خلق المساحات لزملائه. هذه الدقائق القليلة كانت كافية لتثبت أن أخوماش لم يفقد بريقه، وأنه يسير بخطى واثقة نحو استعادة مكانته الأساسية في تشكيلة فياريال.
لكن الرسالة الأهم لم تتوقف عند حدود النادي، بل تجاوزتها لتصل إلى المدرب وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، حيث قدم أخوماش من خلال هذا الأداء المميز ما يشبه الإعلان الضمني عن جاهزيته للعودة إلى حمل القميص الوطني. وبذلك، فإن ظهوره الأخير لم يكن مجرد حدث رياضي عابر، بل بداية لمرحلة جديدة قد تعيد اسمه إلى دائرة اهتمام الجماهير المغربية والمنتخب الوطني، خصوصا مع الاستحقاقات المقبلة التي تتطلب لاعبين يملكون الطموح، الحماس، والجودة الفنية العالية.
أخوماش.. عقد يمتد وطموح لا ينتهي
يعيش النجم المغربي الشاب إلياس أخوماش مرحلة جديدة في مسيرته الكروية، بعدما وقع على عقد يربطه بنادي فياريال الإسباني حتى صيف 2026، عقب انضمامه إلى الفريق في يوليوز 2023 قادما من رديف برشلونة. هذا العقد لم يكن مجرد التزام رياضي، بل يمثل محطة مهمة في مشوار لاعب موهوب يسعى لإثبات ذاته في واحد من أقوى الدوريات العالمية.
طموحات أخوماش تتجاوز مجرد التواجد في التشكيلة؛ فهو يطمح إلى استعادة بريقه الشخصي بعد العودة من الإصابة، والعمل على لعب دور محوري في مشروع “الغواصات الصفراء” الطامح للمنافسة على المستويين المحلي والأوروبي. وبين استعادة الثقة الكاملة في إمكانياته الفردية، والسعي لإهداء جماهير فياريال لحظات من المتعة والإنجازات، يقف اللاعب المغربي أمام تحد كبير قد يحوله إلى أحد الأسماء البارزة في سماء الليغا وربما أبعد من ذلك.
إن حكاية النجم المغربي إلياس أخوماش لا يمكن اختزالها في مجرد خبر رياضي عن إصابة وعودة، بل هي أعمق من ذلك بكثير. فهي رحلة إنسانية وملحمة صبر تبرز كيف يمكن للإرادة أن تتغلب على أصعب الظروف. إصابة الرباط الصليبي التي أبعدته عن الملاعب لأشهر طويلة كانت كفيلة بإحباط أي لاعب شاب، لكن أخوماش اختار طريقًا آخر؛ طريق المثابرة، الإيمان، والعمل الصامت بعيدا عن الأضواء حتى جاء يوم العودة.
إنها رسالة قوية لكل لاعب طموح ولكل شاب يلاحق حلمه، بأن الطريق إلى القمة ليس مستقيمًا دائمًا، بل مليء بالعقبات والانكسارات، لكن النجاح الحقيقي يتحقق فقط لأولئك الذين يمتلكون روح المقاتل ويؤمنون أن كل عثرة ليست نهاية، بل بداية جديدة نحو إنجاز أكبر. وبهذا المعنى، تصبح قصة أخوماش إلهاما يتجاوز حدود الرياضة ليصل إلى كل من يبحث عن القوة في مواجهة التحديات.